الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة يا مدربيـــــــــــــنا: رجاء تحدّثوا العربية وارحموا اللّغة الفرنسية

نشر في  26 فيفري 2014  (11:56)

منذ فترة وأنا أتردد في الخوض في هذا الموضوع لكن استفحال الأمر حتى أصبح فاضحا دفعني لاخط أولى الكلمات بل لنقل عبرا لمن يعتبر منهم حتى يحترموا أنفسهم أولا ويحترموا المشاهدين ثانيا ويحترموا اللغة الفرنسية وقبلها العربية لغتهم قولا ومنهاجا.

منذ سنوات طويلة اتخذ بعض من مدربينا المهرة وحتى - من يتعلمون الحجامة في رؤوس اليتامى - اتخذوا من اللغة الفرنسية طريقتهم الوحيدة لإبلاغ ما تجود به ألسنتهم وقريحتهم من تفسير لخططهم وتحاليلهم وردود فعلهم وكأنهم لا يفقهون لغة غير لغة فولتير وكأن متلقيهم لا يعرفون من لغة الضاد قيد حرف وضليع فقط في لغة الإفرنجة.. قد يقول القائل لو كان المتحدث منهم متمكنا من وسائل حديثه من ألفها إلى يائها أو حتى خريج مدرسة أو معهد ثانوي فرنسي كنا إحترمنا فيه ذلك، كما احترمنا المدرب البرازيلي روبارتينهو أو الهولندي كرول عندما كانا يحاولان مجتهدين تجميع ما كتب لهم الله من كلمات فرنسية هدفها إيصال معلومة تواصلية ليس إلا.
نحترم هؤلاء لأنهم اجتهدوا وتعلموا لغة فرضت عليهم حتى لا ينفرط حبل الود بينهم وبين من يريد منهم علما، لاعبين كانوا أو إداريين أو صحفيين ومن خلفهم ملايين المتابعين على شاشة التلفاز. أما جهابذتنا الذين اعتقدوا ان قيمة مدرب تزن أكثر من ميزانها إذا تكلم بالفرنسية فهذا مكمن الخلل من فضلكم.. العشرات من المدربين تراهم قبل وبعد كل مباراة وأيضاً في منابر الاستوديوهات الرياضية يؤنثون المذكر ويذكرون المؤنث في اللغة الفرنسية، يخوضون حربا ضروسا على لغة موليار وإيميل زولا لا رادع لهم، حتى تخال المستجوب يخجل من قطع حبل كلماتهم أو يخشى من وقف تراكيبهم الركيكة التي تدخل بيوتنا وتسهم في - تكسير كرايمنا- وعفوا على الكلمات المحلية. يا مدربينا، قيمة المدرب والمحلل ليست بمدى اتقانه اللغة الفرنسية ولا يعني ان كل الكلمات الفنية المتعلقة بكرة القدم يجب ان تكون بلغة موطن بلاتيني وزيدان، رجاء احترموا أنفسكم قبل احترامنا، إن في حديثكم تكوينا لجزء كبير من مستوى حديث أبنائنا على الأقل المهووسين بكرة القدم وما جاورها من استوديوهات. أقول لزمرة الكوكيات والفتحيات والورتانيات والكبيرات منهم وحتى الصغيرات إن عدتم عدنا، غيروا اساليبكم في الحديث حتى نواصل احترامكم على الأقل لعملكم التربوي قبل كل شيء، سنغفى عن ملايين بعضكم مؤقتا لان الجميع لا ينعم بذات خيرات البقية بل محاولته إجادة اللغة الفرنسية قد تخفي في طياتها حرصا على الظهور بمظهر المدرب المتمكن لابهار البقية، لكن ما كل مرة تسلم الجرة كما يقول معلقنا الشهير رؤوف خليف، كنتم تتوقعون رجعة صدى إيجابية لكن الرجع كان مخالفا تماماً ، مثلما حدث لمدربنا مثير المقال هذا جاء محاولا التزيين فلطخ اللوحة وأبعدها عن نبل جمالها، كان ذلك في التاسعة فكتبت المقال في العاشرة عله يتعظ، والله من وراء القصد.

بقلم: نزار الأكحل